وكالة مهر للأنباء - القسم الثقافي: يشار إلى الكاتب الايراني الشاب "محمد طلوعي" (مواليد رشت -1979) كإحدى المواهب الشابة التي أسهمت في رسم صورة الأدب المعاصر في ايران في العقد الأخير، يحمل طلوعي شهادة البكالوريوس في فرع السينما والأدب المسرحي، ويعمل في كتابة الأفلام والترجمة.
أصدر "طلوعي" مجموعته الشعرية الأولى "ذكريات بهلوان" عام 2002 ثم روايته "ضحية ريح القبّول" عام 2006 التي حصدت جائزة "واو" الأدبية، وأكمل مسيرته الأدبية عام 2011 بإصدار مجموعة قصصية تحمل عنوان "أنا لست جانيت" التي حصدت جائزة "هوشنك كلشيري" الأدبية.
قدم "طلوعي" روايته الجديدة مطلع العام الجاري بعنوان "تشريح الكآبة" التي تتناول هموم الشباب المعاصر ومرض الكآبة المتفشي بين الناس، وتقوم على ثلاث شخصيات الأولى فتاة شابة ليس لها علاقة بأحد وتبحث عن السلام العالمي، ورجل مسن يعود إلى ايران لتحقيق حلمه، وشاب غني لا يعرف كيف يصبح سعيداً.
التقت وكالة مهر للأنباء الروائي الايراني الشاب "محمد طلوعي" وكان لنا الحوار التالي:
* كتبت في إحدى الصحف المحلية قصة قصيرة تتمحور حول موضوع وحدة الانسان ولاسيما المعاصر وروايتك الجديدة تتناول أيضاً الوحدة والكآبة، فما الذي يحثك على تناول هذا الموضوع أكثر؟
الوحدة برأيي مفهوم إلهي أبدي وأزلي، لا يمكن عصرنتها فهي موجودة بأشكال متعددة وترافق الحياة، هذه الوحدة تختلف قليلاً في المفاهيم الوحدة الكونية ومعنى الوحدة والكآبة التي تطرقت لها في رواية "تشريح الكآبة"، ربما الوحدة تتشابه مع غيرها من الكلمات من حيث الدلالات اللفظية المشتركة التي تحملها إلا أن المدى المعنوية لها في الأذهان يختلف كثيراً، وما قدمته في الرواية عن الكآبة شيء مختلف.
* لماذا تقدم في روايتك صورة عنيفة ومشوشة عن مجتمع لا يجد دافعاً للحياةو يحاول أفراده البحث عن طريق للنجاة؟
بنية المجتمع خشنة ومهما حاولنا أن نظهرها مثالية فإننا لن نغير من حقيقته، الانسان يكبر بالمحبة بمفرده لكن الأسرة وثم الأصدقاء واجواء العمل تجعل منه عنيفاً شيئاً فشيئاً، الاحساس بالخوف يحول الانسان الى كائن عنيف.
ربما لا نشعر بهذه التطورات لأنها أصبحت طبيعية، لا نشعر بأي مسافة تفصلنا عن حقيقتنا، بالنهاية نحن اعتدنا على هذه الخشونة وتأقلمنا معها، الموضوع لا يخص رأيي واعتقادي أنا فقط أشرت وكشفت عما نحن عليه.
* تقوم رواية "تشريح الكآبة" على ثلاث شخصيات مكتئبة، فأيّ شريحة في المجتمع تمثلها هذه الشخصيات؟
بالطبع أي شخصية في أي رواية تعكس شريحة ما من المجتمع، الوضع الاجتماعي للشخصية وقبول المجتمع بها يعطي الرواية بعدها الواقعي، لا استطيع الابتعاد عن اختيار للشخصيات وأن أدعي عدم تصوير المجتمع لكني لم أكتب روايتي في صدد تحليل المجتمع، الشخصيات تخدم القصة ولا اعتمد التصنيف.
شخصية الرجل المسن ترمز لانكسارات تاريخنا المعاصر والشاب الغني يعكس الثورة والتجديد .
الرجل المسن هو في الطبيعة بالنسبة لي وللقارئ بعيد ولايمكن التواصل معه، ربما بسبب شخصيته وربما بسبب أعماله، وهو يعتقد أن أي عمل يقوم به رآه في السابق.
الكاتب لا يعيش في معزل عن المجتمع لابد أن يتأثر بما يدور حوله، قضية الكآبة محور روايتي وهي في الحقيقة من أهم المشاكل التي تواجه الجيل الشاب الذي انتمي إليه.
*بالنظر لما قدمته في روايتك عن انعدام دوافع الحياة في الجتمع كيف ترى وظيفة الأدب الاجتماعية؟
أنا فقط قاص ينتمي إلى مرحلة تاريخية اجتماعية محددة أرغب في التغيير وأحب أن أكون مؤثراً لكننا لا نعيش في القرن الثامن عشر وهذه المهمة لم تعد عاتق الأدب، فالتأثير على السلائق العامة للناس وإرسال رسائل لم يعد من مهمة الأدب، ففي أفضل شكل ممكن الأدب اليوم يوضح للمتلقي من هو وإين يعيش وربما يأخذه إلى عالم جديد لم يره من قبل. /انتهى/
تعليقك